عاجل
الخميس 25 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
72 ساعة في بورسعيد

72 ساعة في بورسعيد

مدينة جميلة ومهرجان طموح، عبارة تلخص ثلاثة أيام قضيتها في بورسعيد لحضور مهرجان بورسعيد السينمائي، حيث نجح الناقد أحمد عسر رئيس المهرجان وفريقه في العبور بالدورة الأولى التي امتدت لخمسة أيام.



 

محاولات إقامة مهرجانات في المدن المصرية لا تتوقف، وكانت أكثر كثافة قبل نحو خمس سنوات، وكان لبورسعيد دائما النصيب الأكبر من المهرجانات غير المكتملة، بالتالي يعد الإنجاز الأكبر لعسر ورفاقه هو إقامة الدورة بالإمكانات المتاحة لتكون دليلًا على الفارق الذي تحدثه الفعاليات الثقافية والفنية في كل المدن المصرية، فارق ربما لا يشعر به سكان القاهرة بسبب كثرة المهرجانات والاحتفاليات، لكن صدى الحدث يختلف كثيرًا عندما يجري على أرض عطشى لمثل تلك النشاطات.

العبور بالدورة الأولى لم يكن ليتم لولا حماس اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد وتقديمه لأقصى درجات الدعم، لعله يضرب مثالًا لمحافظين آخرين رفعوا أيديهم عن كل النشاطات الثقافية والفنية بحجة التقشف، فيما معظم المهرجانات تحتاج حتى تنطلق لخدمات وتسهيلات أكثر منها أموالًا سائلة.

 

حالة الحراك التي شهدها المركز الثقافي في بورسعيد، والاحتفاء بشخصية الدورة النجم الراحل محمود ياسين، جولات الضيوف في شوارع طرح البحر، والجمهورية وأوجيني، ركوب المعدية إلى بور فؤاد، الفنادق المنتعشة بالزائرين، شباب بورسعيد المتطوعون المخلصون لمدينتهم، النجوم القادمون من القاهرة لحضور الافتتاح والختام وباقي الفعاليات، كلها أمور تؤكد من جهة قيمة المدينة الباسلة، ومن جهة أخرى أهمية السينما كعنصر جذب وانتعاش ثقافي وسياحي ناعم يحقق الكثير بأقل الإمكانات.

 

أما الإعداد للدورة الثانية فيجب أن يبدأ بالوقوف على سلبيات الأولى، علما بأن أي مهرجان لا يصل لمرحلة النضج إلا بعد خمس دورات على الأقل، والدورة الثانية لمهرجان بورسعيد تحتاج أولًا إلى تحديد هوية للمهرجان الذي ابتعد عن التصنيف حتى ينطلق لكن يجب أن يحدد مسارات معينة ولا يظل مهرجانًا سينمائيًا في المطلق، الأمر الذي سيؤثر إيجابًا على البرمجة أي اختيار الأفلام التي يجب أن تترجم للعربية، لأن انعدام الترجمة يخصم من جماهيرية الفعاليات، بجانب غياب الدعاية اللازمة للمهرجان بين أهالي بورسعيد، ومن بينهم من تحدث لي شاكيًا من أن المدينة كانت تحتاج لتأهيل أفضل قبل استقبال نجوم مصر والعالم في الدورة الأولى.

الرسالة الأهم يجب أن تصل لرجال أعمال بورسعيد الذين شاهدوا النجوم يحضرون في الدورة الأولى، ولمسوا اهتمام المحافظ والوزارات المعنية، بالتالي غيابهم عن الدعم في الدورات المقبلة لن يكون مبررًا، وبوجودهم سيقف المهرجان على قدميه ويستمر عامًا تلو الآخر.

بورسعيد بفنادقها ومركزها الثقافي وشوارعها وقصص البطولة التي تخرج من كل اتجاه، والأهم بناسها المخلصين لها أولًا وللسينما ثانيًا قادرة على استضافة مهرجانات للسينما والمسرح وتحولها لمركز ثقافي سياحي، بعدما ظلت لعقود مركزًا تجاريًا هو الأبرز في مصر، فقط لو تضافرت الجهود من أجل تحقيق هذا المبتغى، كما تضافرت لتخرج للنور أولى دورات مهرجان بورسعيد السينمائي.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز